Monday, January 28, 2019

كأس آسيا 2019: من يحقق آمال العرب ويصل إلى النهائي قطر أم الإمارات؟

تنطلق يوم الثلاثاء في تمام الساعة السادسة مساء بتوقيت دولة الإمارات مباراة حاسمة بين منتخبي قطر والإمارات في نصف نهائي بطولة كأس آسيا، وذلك في ملعب محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
ويلتقي الفريق الفائز مع اليابان التي تأهلت إلى النهائي بعد فوزها على إيران بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.
وسيطلق الحكم المكسيكي سيزار ارتورو صافرته ليعلن بداية تلك المباراة التي ستحدد الفريق الفائز الذي سيتأهل للدور النهائي للبطولة في نسختها السابعة عشرة.
الفريقان وصلا لهذا الدور بجدارة، بعد أن حقق المنتخب القطري خمسة انتصارات متتالية على كل من لبنان وكوريا الشمالية والسعودية والعراق ثم كوريا الجنوبية، وبدون أن يسكن مرمى حارسه سعد الشيب أية أهداف.
بينما وصل منتخب الإمارات، البلد المضيف، لهذا الدور بعد أن تعادل مع كل من البحرين وتايلاند، وهزم الهند في الدور الأول، قبل أن يتجاوز قرغيزستان واستراليا في الأدوار الإقصائية.
ويعتمد منتخب قطر على ترسانة من اللاعبين الشبان، من خريجي أكاديمية أسباير بالعاصمة الدوحة، يتقدمهم هداف البطولة المعز علي، برصيد سبعة أهداف، وزميله عاصم ماديبو، وكليهما من أصول سودانية، إضافة إلى بعض اللاعبين الآخرين من أصول غير قطرية، مثل بسام الراوي الذي ولد لأسرة عراقية، وأيضا خوخي بوعلام المولود في الجزائر، وكريم بوضياف المولود في فرنسا.
كما تضم قائمة الثلاثة والعشرين لاعبا أيضا اللاعب بيدرو ميجيل المولود في البرتغال، واللاعب أحمد علاء الدين ذي الأصول المصرية.
أما منتخب الإمارات، فيعتمد في لقاء الثلاثاء على جاهزية هدافه علي مبخوت، لاعب نادي الجزيرة، والذي هز شباك أستراليا في ربع النهائي لرابع مرة في هذه النسخة من البطولة، أضافها إلى خمسة أهداف توج بها هدافا للنسخة الماضية باستراليا عام 2015، ليصبح رسميا ثالث أكثر اللاعبين أهدافا في تاريخ بطولات أمم آسيا.
ويفتقد منتخب الإمارات في هذه البطولة خدمات نجمه عمر عبد الرحمن "عموري" بداعي الإصابة، ويسعى بقيادة المدرب الايطالي البرتو زاكيروني لحصد اللقب، وتعويض إخفاق عام 1996 عندما خسرت الإمارات المباراة النهائية على أرضها أمام السعودية.
في أكتوبر/تشرين الأول 2018، طُلب مني مغادرة المملكة العربية السعودية: البلاد التي ولدت فيها والمكان الذي كنت أعتقد أنني قد أكون قادرة على بناء حياة جديدة فيه. لقد استرق البعض السمع إلى وأنا أناقش مقالا عن الناشطات النسويات اللائي اعتقلن في السعودية بينما كنت أصور فيلما وثائقيا لبي بي سي عن محاولتي اكتشاف إمكانية استقراري بالمملكة.
كان علي مغادرة البلاد فورا وأُبلغت بأن سلوكي، على ما يبدو، "مُنتقد للمملكة".
في تلك اللحظة، كان الشيء الوحيد الذي شعرت به هو الصدمة. كل ما فعلته قراءة مقال - في الواقع. شعرت أنني تعرضت لتوبيخ وطُلب مني عدم الحديث عن الناشطات المشاركات في حملة منح المرأة حق قيادة السيارات.
ثم بدأ القلق والخوف. بدأت أشك في نفسي، ربما أكون فعلت شيئا فظيعا حقا! جرى كل شيء بسرعة ولم يكن لدي وقت للتفكير.
فكرت لو أنني جرؤت على البقاء، قد يلغون تأشيرة دخولي إلى البلاد، فحجزت رحلة طائرة متجهة إلى مطار هيثرو ووصلت إلى لندن في اليوم نفسه.
لقد مضت 25 سنة على الفترة التي عشت فيها طفلة في السعودية، وعندما عدت إليها العام الماضي، اندهشت كيف بُنيت: كان فيها شواطئ ومراكز تسوق (مولات) ومطاعم راقية. وخلال الأيام الستة التي قضيتها في البلاد سقط المطر بغزارة، وهو حدث نادر جدا دفعنا للتندر: بأنني جلبت معي مطر لندن.
إن ذكرياتي المبكرة عن المملكة ضبابية. فقد ولدت هناك في عام 1989، وعشت في العاصمة، الرياض، مع والدي السودانيين. كانا التقيا في الجامعة في مصر ثم انتقلا إلى السعودية عندما حصل والدي، الطبيب، على عرض للعمل هناك.
بعد سنوات قليلة، حصل والدي على موقع عمل جديد، هذه المرة في إيرلندا الشمالية، فانتقلنا ثانية وكان عمري ثلاث سنوات.
لم تكن تلك نهاية رحلاتي. فقد بقينا في إيرلندا الشمالية حتى بلغت سن الـ 13 فانتقلنا إلى اسكتلندا حيث عشت حتى بلوغي العشرين. ذهبت بعدها إلى نيويورك لمدة ستة أشهر للعمل في العلاقات العامة في مجال الأزياء، وبلغت 21 من العمر فعدت ثانية إلى لندن للعمل كمصممة أزياء.
عندما تتنقل كثيرا، لا تمتلك إحساسا مجسدا أين يكون موطنك. وهذا قد يكون نعمة أو نقمة، إذ يمكنك أن تجعل أي مكان موطنا لك، أو قد لا تشعر بالوطن في أي مكان. وأنا أقرب إلى الشعور الأول، كل هذه التنقلات جعلتني أكثر مرونة على تقبل الناس الجُدد والأوضاع الجديدة. ولدي الآن أصدقاء في جميع أنحاء العالم.
قادني حبي للتواصل مع الناس إلى الشروع في إنشاء مدونة على الانترنت ضمت مقابلات مصورة مع نساء ملونات للحديث عن تجاربهن في العمل في صناعة الأزياء. وخلال هذا الوقت، كنت اختبر نفسي - محاولة باستمرار أن أجد أين سيكون المكان المناسب لي ومن أين نبعت هويتي. وعند العمل في الأزياء تُفكر كثيرا في كيفية تمثيل نفسك وتحديد من أنت؟
وبوصفي امرأة سودانية عاشت في الشرق الأوسط والغرب، لم أكن متأكدة من المكان الذي أعود إليه. لقد دفعني الانتقال إلى لندن، حيث أُحطت بالعديد من الناس الذين لديهم هويات قوية (راسخة) ويفخرون بالأمكنة التي جاءوا منها، إلى الرغبة في فهم نفسي أكثر.

No comments:

Post a Comment